مراجعة عطر عطر العاصفة Tempest من Kemi Blending Magic
“العاصفة، وليام شكسبير”
العطور تُمثل أحد الفنون التي تُحاول إيصال رسالة أو فكرة مُعينة عبر حاسة الشم، إضافةً الى إنها طِيباً نتطيب ونتعطر به، وخلف كل عطر تجد إنَ هنالك قصة مرتبطة به دعت مصممهُ للتعبير عنه برائحة يحاول من خلالها أن يعكس ذلك الإحساس وينقلهُ الى المتلقي.
ففي العطور تجدُ الكثير من الصور التي تبقى أمامها فاغراً فاك، دون حراك، والدهشة تعلو مُحياك، إما من فرط جمالها، أو من عشوائية وتخبط تنفيذها، والمصمم هو ذلك الجسر الذي يربط بين هذا وذاك، بين الفكرة والرائحة، مثلهُ مثل المخرج الذي يُقدم عمل درامي أو فيلم سينمائي، او مسرحية، كما هو الحال مع مصمم هذا العطر الذي حاول إخراج مسرحية العاصفة للكاتب الإنكليزي الشهير وليام شكسبير على شكل حوار عطري مسرحي، لكنهُ كان حوار مُمل وطويل بين نوتات راتنجية بلسمية مُدعمة بالحمضيات تارة والأخشاب تارةً أخرى على خشبة مسرح براند Kemi.
العطر عبارة عن تركيبة زيتية مُركزة ومعقدة، وأخرى على شكل رذاذ، يُسيطر عليها صمغ الإيلمي بشكل واضح وكبير، مدعومة بالحمضيات والزنجبيل، تستمر لساعات طويلة حتى يصل الى قاعدته الخشبية الصلبة من الأرز والصندل.
توليفة لم أجد فيها شغفاً مثل ذلك النص المسرحي الذي يدور حول الصراع بين الإرادة الإنسانية والسحر الأسود، ولم ألمس فيه تلك الحبكة الدرامية المشوقة التي تجعلني أشم أحداث السرد القصصي في إنتصار قوى الخير على الشر كما أرادَ لها مؤلف المسرحية الشهيرة والتي قُدِمت ألالاف المرات على خشبات المسارح العالمية بنفس النص، ولكن بطرق إخراج مُختلفة، فمنها من نجح، وأخر لم يَفلح.
العطر بشكل عام هو عاصفة راتنجية هوجاء، غير مُميز، وليس آمن للتعطر به، بل يكفي منه سامبل بسيط لقراءة أحداثهُ الدرامية بين الفينةِ والأخرى، لعل هناك من جديد يجود فيه، أو سر يريد البوح به، رغم إني أستبعد ذلك.
البراند حالياً أنضم الى عائلة زيرجوف التي تتبناه منذ نشأته، وأصبح يرتدي زجاجتها، ويتوشح بعلامتها.
تقرير اكثر من رائع اخي الحبيب
تحياتي وتقديري 🌹