ازارو الرجالي : عطر فقد تمرده

كثير من عشاق عطر أزارو الرجالي القديم ، يتفقون بشكل أو بآخر على أن عبير العطر لم يعد يقاتل مثلما كان ، بل راح يستسلم مع أول هبة ريح ! يبدو أنه فقد تمرده مع مر السنين . كان مثالا كلاسيكيا فريدا لعطور أواخر السبعينيات من القرن الماضي . عبير المريمية و البتشولي الذكوري مع اللافندر و الينسون و طيف عبير الجلد المدبوغ ، صارت تغيب سريعا و تخبو و تنزوي ، مثل الكثير من اللحظات السعيدة ، التي راحت طي النسيان، شيء مؤسف يحرمك من متعة استرجاع الذكريات التي صاحبت استخدامك للعطر، أيام زمان .

أستخدام العطر اليوم أصبح كمن يحاول قراءة خبر في صحيفة قديمة جدا أتت الأردة و العتة على معظم صفحاتها ، ولم يتبقى من معالمها إلى القليل .

صحيح الأمر لا يخلو من المتعة و القيمة التاريخية ، لكن يبقى شيء مهم لن تحصل عليه ، وهو تفاصيل الخبر الذي تحاول قرائته ! صحيح قد تفهم مضمون الخبر ، لكنك لن تحصل على التفاصيل .

تحية إلى روح لوريس أزارو صاحب أسطورة أزارو للرجل ( أزارو بوغ أوم ) و تحية لكل من ساهم في ظهور هذا العطر و أخصهم بالذكر الأنوف : جيرار انطوني و مارتين هيدنريخ و ريتشارد فيرتز

أما الأن فلدي سؤال : ما هي العطور التي تعتقد أيضا أنها تغييرت أو لم تعد مثلما كانت قديما ؟ هل العطور التي تغيرت أم نحن من لم نعد مثلما كنا ، نستمتع بالصمت و ترق قلوبنا لدفء الألحان ؟ هل تأثرت العطور بإيقاع العصر الحديث أيضا ، فصارت مثل أغاني الفيديو كليب ، تستمع بها دقائق معدودة ثم تذهب بغير عودة إلى ذاكرة النسيان ؟

أتطلع إلى مشاركاتكم و تجاربكم القيمة … شكرا