عطر ميكاليف – جيويل فور هير

Micallef – Jewel For Her

اِزْدَحَمَتْ قاعةُ العُرسِ بالحضور .. و اَنْبَعَثَتْ في القاعة نفحاتُ البخور .. و اخْتَلَطَتْ في الأجواء روائحُ العطور .. كُلٌّ مُنشغِلٌ بأناقته .. يشعرُ بفرادةِ ملبسِه .. و يهيمُ خُيلاءاً بعطره .. تختفي كلُّ المُنغِّصاتْ .. و تظهرُ أجملُ الإبتساماتْ .. فالليلة ليلةُ المسرَّاتْ

الكلُّ ينتظرُ قدومَ العروسِ و العريس .. في ليلةٍ حالمةٍ من ليالي الخميس .. تمّ تجهيزها بكلِّ ماهو غالٍ و نفيس .. توجّهتِ الأنظارُ نحو مكان دخولهما .. و أُضيئتِ الأنوار المهيبة نحوهما .. و دخلا سوياً و الأنظار صوبهما

جلسا بهدوءٍ و دلال .. و نالا إعجاب النساء و الرجال .. و كانت ليلة و لا في الخيال .. و حدث أمرٌ عجيب! .. أمرٌ للغاية غريب! .. أذهل البسيط و اللبيب! .. التفتت الأعناق لخلف القاعة!.. و شخصت الأبصار في قناعة! .. بأنّ من بالبابِ هُم حديثُ الساعة! .. سرقا أعينَ الحضُور من العرسان .. و خَطَفا الإهتمام و كلّ الوجدان .. و أصبحا الحديثَ على كل لسان

تُرى ماالسبب؟ .. و لم هذا الصّخب؟ .. إنه منتهى العجب! .. ثارت ثائرة العروس .. و أخذ العريس يسائل الجلوس .. ماذا أصاب العقول و النفوس؟ ..

تقدم الضيفان نحو أصحاب الدعوة .. و اعتذرا لما حدث منهما من هفوة .. و سلمّاهما السّر الذي أثار النشوة .. كان العريس قد أوصاهما باحضاره باكراً .. و تأخرا في احضاره لمصادفتهما ضرفاً قاهراً .. و حذرهما من استخدامه مهما كان الأمر طارئاً .. لم يستطيعا كبح جماح أنفسهما عن معرفة السرّ الخطير .. فقررا فتح المغلّف و استنشقا ذاك العبير .. و اشترَوا مثله و ارتدوه و غلفوا العطر المثير

شكرهما العريس و هو يبتسم .. و عذرهما على أمرٍ قد حُسِم .. و أفهم العروس ماجرى و أخفى الإسم .. ارتدياه .. فعادت الأنظار نحو المقدمة .. و ذُهِلَ الحضورُ و زادت الهمهمة .. عطرٌ مثيرٌ ساحرٌ ما أفخمه ..

وصف العطر:

يبدأ هذا الفن العطري القائم بذاته نفحاته بدفقاتٍ عذبةٍ من التوابل بقيادة البرغموت و الهيل و زيت زهور الكزبرة البيضاء .. قبل أن يسحب الرائحة الساحرة قلب العطر الزهري العبق بالياسمين و زيت زهرة اليلانق يلانق الصفراء ذات الأوراق الطويلة .. أما القاعدة الرّصينة فتحوي في ثناياها المسك و زيت الفانيلا و الباتشولي .. زجاجةٌ ثقيلةٌ فاخرةٌ مرصّعة صممتها مارتن ميكاليف بحرفيةٍ و إتقان .. فجعلتها مطليةٌ بالكريستال الرصاصي العاكس .. تحملُ داخلها مزيجاً مُشبعاً بالأزهار و التوابل .. رشةٌ واحدة على رسغكم و ستعرفون لماذا هذا العطر مُغوٍ جداً و حاوٍ لكل الإثارة .. اِشتريته من مركز الراشد بالظهران بحوالي 820 ريال قبل بضعة أسابيع .. و لكن للأسف فقد أخذه زميلي العاشق للعطور منذ الوهلة الأولى دون تردّد .. بل آثر أن يحتفظ به لنفسه بمنأى عن زوجته لأنه رآه لكلا الجنسين من وجهة نظره .. و قد كانت تجربته لطيفةً في الواقع .. فقد رشّ العطر من بين العطور التي أحضرتها على رسغه .. ثم ألقى برأسه على مكْتبهِ مُحاطاً بين يديه و قال بعد أن رفع رأسهُ بلحظاتٍ و الإبتسامةُ تعلو مُحيّاهُ عبارة واحدة “أنا دُخْت”!!

أخالُهُ عِطراً صُنِعَ لأُنثى تعشقُ الطبيعة .. فآثرتْ أن تتجوّل في أحضانِها لتنتقي مُكوّناته بعنايةٍ و شغف .. ثم تُسلّمها لصانعِ العطر الموهوب الذي نجح في ابِتكار هذه التّوليفة المُدهِشة .. إنه عطرٌ من وحيِ الطّبيعة .. و يُمثّلُ الأناقةَ في أبهى صورةٍ لها ..  فخمٌ و يُوحِي بالثَّراء .. فارِهٌ كرائحةِ القصور الفاخرة

و ختاماً .. لم يبقَ لي سِوى تَنْهِيدَةُ إجلالٍ و اِحترامٍ لهذا العطر .. فآآآهٍ لهذا العطرِ و ألفُ آه .. تقييم العطر: الثبات: 8.5 – الفوحان: 8.5 – جمال الرائحة: 9.5 . يصدر العطر بحجم: 100 مل .. و سعره  يتراوح بين 820 إلى 1000 ريال حسب نقطة البيع.

و إلى مواضيع قادمة بإذن الله ..  في أمانِ الله و حِفظه .. محبكم: عبدالله الغانم