عطر ليس ميديتيرانى من فريديرك مال

للرجال و النساء

Lys Méditerranée Frederic Malle

من قال أن هناك رائحة أجمل من رائحة الطبيعة متى ما جادت بعبيرها الساحر و هي تحمله على أجنحة النسيم العليل .. و من توقع أن زهور زنابق البحر الأبيض المتوسط و رائحتها الفاتنة التي تصل محمّلةً عبر تياره يمكن أن تتم محاكاتها و حصرها في زجاجة عطر!! .. إنها العبقرية التي جعلت إدوارد فليشير – Edouard Flechier يصنع عطر ليس ميديتيرانى Lys Mediterranee لدار فريدريك مال – و هي دار العطور المبنية على جمع أشهر الأنوف العطرية لكي تصنع عطوراً فاخرة تحمل أسماء صانعيها على زجاجات هذه الدار الفريدة ..

عطرٌ من العطور الصيفية و الربيعية .. بديعٌ جداً .. يحوي رائحة البحر و الأزهار البيضاء .. و كأنك مسافرٌ و مستلقٍ على ظهر يختٍ ضخم فاره و نسيم البحر يداعب مخيلتك برائحة زنابق تخبرك بقربك من جزيرةٍ في قلب البحر الأبيض المتوسط .. فتفتح عينيك منتشياً و مأسوراً بذلك العبير المدهش .. ثم تخطو نحو حافة اليخت و تمعن النظر في تلك الجزيرة المكتسية بالخضرة و الزهور البيضاء .. فتجبرك الرائحة على أن تغمض عينيك عن هذا المنظر البديع رغماً عنك مرةً تلو الأخرى لتستنشق ذلك العبير بشغفٍ و بغبطةٍ تفوقُ فرحة الوصول إلى اليابسة ..

إنه عطرٌ مميزٌ جداً .. يحاكي المكان .. يترككم أسيري تلك اللحظة .. لا يقدره إلا عشّاق التميز و التفرد العطري .. من قلب الطبيعة البكر انبثقت فكرته .. و تحديداً من نسيم البحر و الزّهر .. فمتى ما وضعتم هذا العطر فسوف يشعركم بتواجدكم في تلك الأجواء الساحرة حيث الهواء المالح و الزنابق البيضاء الفاتنة الرائحة .. ليس صناعياً أبداً بل هو عطرٌ نقيٌّ صُنع عام ٢٠٠٠ لكلا الجنسين .. و يحوي أجمل عبير للزنابق البيضاء داخل جدار زجاجته الأسطوانية .. فمن أصابه الملل من العطور التقليدية المكررة و أراد التميّز .. فسيجد ضالته حتماً في عطور هذه الدار الفاخرة و المعقولة السعر أيضاً.

التحليل الهرمي:
يبدأ هذا العطر افتتاحيته برائحة ماء البحر المالحة التي يندمج بها زيت زهور الزنجبيل و زيت زنابق الوادي البيضاء بشكل أكبر .. و مع غموض تلك الإفتتاحية المثقلة بنسيم البحر تتهادى الرائحة تدريجياً لمشارف قلب العطر الزهري البديع و الحاوي على زهر البرتقال و اللوتس و زنابق الماء البيضاء و جذور نبتة أنجيليكا ذات الرائحة الفاتنة جداً لتجعل من قلب هذا العطر حديقةً غنّاء لا يفك شفرتها إلا أنفٌ خبيرٌ .. و ذلك بسبب إيحاء المكونات بخطية العطر الزهري المخادعة .. بينما الرائحة المالحة المحملة بعبير الزنجبيل و الزنابق البيضاء تخفي أيضاً في طياتها رائحة زهور البرتقال و اللوتس و نبتة أنجيليكا وزنابق الماء .. لتظهرهم بين الفينة و الأخرى بتواترٍ عجيب في قلب العطر المدهش .. و بعد وقتٍ ليس بالقصير .. تفتح الفانيلا بوابة القاعدة مرحبةً بتلك المكونات الفاتنة .. و كأنها تستقبل تلك الورود كهديةٍ تحمل الألفة و النشوة العطرية على قاعدةٍ مثيرةٍ لم تكتف بالفانيلا الإغوائية لتحتويها وحدها بل دعت لها المسك الحالم ليحتضن ذلك المزيج العبق بإثارة قل أن تجدها في عطرٍ آخر من نفس الفئة .. و ليجعل من هذا العطر رمزاً للإنتعاش المطلق.

الأنف خلف العطر: إدوارد فليشير – “الأنف خلف عطر ديور بويزون الشهير و الصادر في عام ١٩٨٥”

الإفتتاحية: ماء البحر و زهور الزنجبيل و زنابق الوادي. القلب: زهرة البرتقال و زهرة اللوتس و الزنابق المائية و جذور نبتة أنجيليكا (حشيشة الملاك). القاعدة: الفانيلا و المسك

و إلى لقاء قريب .. أترككم في رعاية الله و حفظه .. محبكم: عبدالله الغانم.